في أعقاب الأحداث التي شهدتها مباراة الدفعة الثانية من الجولة 12 من بطولة الرابطة المحترفة الثانية لكرة القدم، بين الترجي الرياضي الجرجيسي ومستقبل المرسى، أصدرت الهيئة المديرة للفريق الجرجيسي بيانًا رسميًا قدّمت فيه اعتذارها الصريح لنظيرتها في مستقبل المرسى، على خلفية الاعتداء الذي طال مدرب الفريق الضيف عامر دربال، مؤكدةً في الوقت ذاته رفضها القاطع لكل أشكال العنف داخل الملاعب. 

وكان الحكم هيثم الطرابلسي قد قرر، يوم الأحد 2 نوفمبر 2025، إيقاف المباراة في الدقيقة 70 بعد حادثة اعتداء على مدرب مستقبل المرسى، عامر دربال، حيث شهدت المواجهة التي احتضنها ملعب عبد السلام كازوز بجرجيس اشتباكًا بالأيدي بين المدرب عامر دربال ولاعب الترجي الجرجيسي غسان المحرصي، وهو ما تلاه مغادرة دربال الميدان على متن سيارة إسعاف، وسط حالة من التوتر في المدرجات والملعب بعد الإعتداء عليه. 

وأشار البيان الصادر عن إدارة الترجي الجرجيسي إلى أنّ ما حدث لا يعبّر عن قيم النادي ولا عن جماهيره، التي وُصفت بأنها لطالما كانت مثالًا في الوعي والانضباط، مؤكدًا أن الحادثة كانت نتاج تصرف فردي غير مسؤول، لا يمثل هوية الفريق ولا تاريخه الرياضي. كما عبّر النادي عن تمنياته بالشفاء العاجل للمدرب عامر دربال، مشددًا على أن العلاقة الطيبة التي تربط الترجي الجرجيسي بمستقبل المرسى وبقية الأندية التونسية ستظل متينة رغم هذا الطارئ. 

ودعت هيئة الترجي الجرجيسي، في نفس البيان، الجامعة التونسية لكرة القدم والرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتوعية جميع الأطراف المتداخلة في اللعبة، بما في ذلك المسؤولون والمدربون واللاعبون، محذّرة من خطورة التصرفات الاستفزازية التي من شأنها تأجيج الأجواء داخل الملاعب. 

يُذكر أن المباراة كانت تسير نحو التعادل السلبي (0-0) لحظة إيقافها، في وقت يحتل فيه الترجي الجرجيسي المركز الرابع برصيد 21 نقطة، فيما يقبع مستقبل المرسى في المركز الثاني عشر برصيد 11 نقطة. ومن المنتظر أن يبتّ مكتب الرابطة في نتيجة اللقاء خلال الأيام القادمة بعد دراسة التقارير الرسمية للحكم والمراقبين. 

وفي ختام بيانه، جدد الترجي الرياضي الجرجيسي اعتذاره وتضامنه مع المدرب عامر دربال، مؤكدًا تمسكه بمبدأ اللعب النظيف والروح الرياضية، وداعيًا إلى مواجهة العنف بالوعي والمسؤولية حفاظًا على صورة كرة القدم التونسية. 

محمد أمين بالليري